وقد قال أهل العلم أن معنى هذا الحديث أنّ سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن باعتبار المعنى، وبعضهم من قال أنّها تعدله باعتبار الثّواب، وآخرون رأوا غير ذلك.
الحمد لله أولاً : هذه بعض الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والتي فيها أن سورة قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.
والإجزاء : هو أن يسدَّ الشيء عن غيره ويجزئ عنه.
ثم قال رحمه الله : فالمعارف التي تحصل بقراءة سائر القرآن لا تحصل بمجرد قراءة هذه السورة فيكون من قرأ القرآن كله أفضل ممن قرأها ثلاث مرات من هذه الجهة لتنوع الثواب ، وإن كان قارئ { قل هو الله أحد } ثلاثاً يحصل له ثواب بقدر ذلك الثواب لكنه جنس واحد ليس فيه الأنواع التي يحتاج إليها العبد كمن معه ثلاثة آلاف دينار وآخر معه طعام ولباس ومساكن ونقد يعدل ثلاثة آلاف دينار فإن هذا معه ما ينتفع به في جميع أموره وذاك محتاج إلى ما مع هذا ، وإن كان ما معه يعدل ما مع هذا ، وكذلك لو كان معه طعام من أشرف الطعام يساوي ثلاثة آلاف دينار فإنه محتاج إلى لباس ومساكن وما يدفع به الضرر من السلاح والأدوية وغير ذلك مما لا يحصل بمجرد الطعام.